حارة محاصرة ....
وأبطال شجعان وأشاوس يتركون أموالهم وأعمالهم ويفدون بأرواحهم في سبيل منع
العدو المحتل من دخول هذه الحارة الخالية التي لم يراها أو يسمع عنها احد
لا في كتب التاريخ ولا في الحكايات الأسطورية.
فالفكرة إذا ما
اعتبرناها كأحد روايات ألف ليلة وليلة أو كتلك التي تروى في المقاهي في
سبيل تمضية وقت لا أكثر من الممكن تقبلها وسماع أحداثها دون أن تضع عليها
أي إشارة استفهام، لكونها مجرد حكاية تروى في سبيل إنعاس طفلٍ حتى ينام
طبعاً دون ذكر نقاط العنف كي لا تأثر على تفكيره أو لتسلية زبون ما في
احدي المقاهي، لكن أن تتحول هذه الحكاية لمسلسل وتصبح جزءاً من التاريخ
وبدلاً من عرضها ضمن جزء واحد تتحول إلى عدة اجزاء ويتصارع طاقم العمل
ضمنها في سبيل السيطرة على مجريات الأحداث فهنا لا بد من وضع ملايين
علامات الاستفهام والاستغراب مع دهشة كبيرة من هذا السرد غير منطقي
للإحداث ووقائعها.
ففي البدء كان القائمون على العمل يدعون أنها مجرد
فانتازيا، وكانت مجريات أحداثه تشد الجماهير لمتابعته وخصوصاً بوجود
العديد من النجوم الكبار، ومع انتهاء الجزء الأول والدخول بالثاني كانت
مجريات العمل تقتصر على مجموعة من الطروحات التي من الممكن أيضاً لأي
مشاهد تقبلها ومتابعتها دون أن تظهر لديه أي علامات استفهام حول مصداقية
ما يجري، لكن ومع دخولنا في الجزء الثالث والرابع الذي يعرض حالياً ظهرت
لدى أغلب من المشاهدين الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول مصداقية
هذا العمل الذي طرحه كاتب العمل ومخرجه بطريقة استطاعا وبامتياز القفز فوق
كتاب ألف ليلة وليلة في الكثير من النقاط التي وصلت درجة المبالغة بها إلى
أعلى مستوياتها، بدءاً من الحصار الأسطوري الشبيه بحصار مدينة طروادة
والتي لم يبقى للمخرج "بسام الملا" سوى أن يضع تمثال كبيراً "لـ أبو شهاب"
ويخبئ عدداً من الجنود الفرنسيين بداخله ويهجموا على الحارة لتصبح معالم
أحداث المسلسل شبيهة بهذه الأسطورة المعروفة، وصولاً للطرح الفج والغير
منطقي للكثير من الشخصيات التي اسند إليها دور البطولة وحماية هذه الحارة
الصامدة.
فضلاً إلى نقل وقائع تاريخية غير حقيقية تسيء إلى أهالي دمشق
قبل أي احد أخر، حيث ظهروا بصورة اقرب إلى الزعران وحاملي الخناجر
والسكاكين وهم من كانوا ومازالوا يعرفون بدهائهم واستخدامهم للعقل في حل
أمورهم قبل أي شيء أخر، فلا أهل الصين أو المغرب عرفوا الشام في العصور
القديمة من خلال زعرانها وحمالي الخناجر وإنما عرفوها من خلال تجارها
وذكائهم الذي استطاع أن يجعل دمشق المقصد الأول لكل القوافل التجارية،
وحتى في فترة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي كان لرجال مدينة دمشق مقاومتهم
الكبيرة ولكن ليس كما طرحه مخرجنا الأسطوري وإنما من خلال لعب دور سياسي
واقتصادي ضاغط على سلطة الاحتلال كان له وزنه وبقوة كما قوة الرصاص
المنطلق من جميع أنحاء سورية، التي غابت مقاومتها وملاحمها البطولية
وأرواح لشهداء التي تجاوزت العشرة آلاف شهيد لتنحصر بحمالي خناجر وإبطال
خارقين ضمن هذه الحارة الغير معروف مكانها على الخارطة السورية، فثوار
الساحل السوري وثوار المنطقة الوسطى وثوار جبل العرب وحتى ثوار الجولان
السوري المحتل كلهم تم تغيبهم عن نطاق الأحداث ولأسباب غير معروفة إن كانت
مقصودة أو غير مقصودة نضع عليها الكثير من نقاط الاستفهام والتعجب، وحتى
ثوار الغوطة وملاحمهم البطولية غابت عن الأحداث أيضاً ولم يذكر سوى "أبو
حاتم- توفيق الزعيم" الذي نتمنى أن لا يصاب بأي مرض عصبي حتى نهاية
المسلسل نتيجة انفعالاته الزائدة عن اللزوم.
وإذا ما ردنا عد الهفوات
وهي كثيرة ومنها ما التي تضع مخرج وكاتب العمل أمام تساؤلات كبيرة نذكر
منها نقطة قد تثير الكثير من الحساسيات ألا وهي شخصية " أم جوزيف " والتي
يعتبر دخولها إلى المسلسل غير منطقي وفج ويدعي أيضاً إلى التساؤل عن سبب
طرح هذه الشخصية وبهكذا طريقة بينت المرأة المسيحية بصورة مختلفة عن
غيرها، فنساء حارة الضبع وغيرها من الحارات لا يدخن ولا يتحركن عاريات
الرأس وصوتهن لا يسمعه الغرباء إلا في الشديد القوي فيما أم جوزيف خرقت
العديد من المعايير والأسس التي كانت منتشرة في تلك الفترة، وبينت النساء
المسيحيات في تلك الفترة بصورة اقرب إلى الهمجية وعدم اللباقة في التعامل،
والهفوة الأخرى التي لا يمكن تجاوزها أن يظهر احد رجال حارة أبو النار بعد
غياب طويل وعند سؤال " العكيد أبو النار" عن سبب غيابه يجيب أنه اختفى بعد
قيامه بقتل زوجته ودفن جثتها وبكل برودة في ارض المنزل .... وسبب قتله لها
أنها منعته من ممارسة حقه معها كزوج رغم أنها حامل وفي شهرها الأخير!!!
وينتهي النقاش بينهما بمجرد توبيخ من العكيد أبو النار له وتمر القضية
مرور الكرام دون الإبلاغ عنه وكأنها مجرد قطة وذبحت، فهل هذه المروءة
والشهامة التي يراها السيد "بسام الملا" برجال دمشق وهكذا يبين لنا صورة
المرأة في تلك الأيام، بالتأكيد هنا لابد أيضاً من مغالطته وتوجيه اللوم
إليه وبشدة، لكونها غلطة من العيار الثقيل.
فعندما نريد أن نتحدث عن
دراما فإننا نتحدث عن مجموعة من العوامل والمبادئ البديهة منها وغير
البديهة التي لابد من توفرها في النص المطروح ضمنها، أهمها وجود هدف واضح
أو رسالة معينة يسعى العمل المطروح إلى إيصالها لمتابعي هذا العمل، وضمن
سياق درامي متماسك ومتناسق يشبع لهيب الجمهور المتابع له، ومن الممكن أن
تغفر الأخطاء البسيطة التي ترتكب هنا وهناك والتي لا يجب أن تتعدى الأخطاء
الفنية لكن ما يجري ضمن هذه الحارة فاق كل الحدود، فلا الأحداث حقيقية ولا
نقل التاريخ يتم بشكل صحيح وعدد من الشخصيات فاقت ببطولاتها " بروسلي -
وفان دام" ، وتحديداً " معتز " ذلك الفتى المغوار الذي استطاع اقتحام مقر
الشرطة مرتين وخطف رئيسيه " أبو جودت " خلال الخمسة عشر يوماً فقط من شهر
رمضان المبارك وبانتظار ما سيفعله حتى نهاية عيد الفطر مع توقعات باختراقه
مقر القيادة الفرنسية نفسها وخطف الحاكم الفرنسي نفسه !!!!!!.
مسلسل
اعتقد أن أحداثه تكفي لتكون قصة للأطفال تروى قبل نومهم أو تسجل ضمن قائمة
غينيس للأرقام القياسية لكثرة بطولاته أو حتى يضاف إلى صفحات ألف ليلة
وليلة، لكن أن يكون معبراً عن الواقع والتاريخ الحقيقي لما جرى في تلك
الفترة فهنا نقول وبكل صراحة أنه " كذب من العيار الثقيل صعب علينا
تصديقه".
وأبطال شجعان وأشاوس يتركون أموالهم وأعمالهم ويفدون بأرواحهم في سبيل منع
العدو المحتل من دخول هذه الحارة الخالية التي لم يراها أو يسمع عنها احد
لا في كتب التاريخ ولا في الحكايات الأسطورية.
فالفكرة إذا ما
اعتبرناها كأحد روايات ألف ليلة وليلة أو كتلك التي تروى في المقاهي في
سبيل تمضية وقت لا أكثر من الممكن تقبلها وسماع أحداثها دون أن تضع عليها
أي إشارة استفهام، لكونها مجرد حكاية تروى في سبيل إنعاس طفلٍ حتى ينام
طبعاً دون ذكر نقاط العنف كي لا تأثر على تفكيره أو لتسلية زبون ما في
احدي المقاهي، لكن أن تتحول هذه الحكاية لمسلسل وتصبح جزءاً من التاريخ
وبدلاً من عرضها ضمن جزء واحد تتحول إلى عدة اجزاء ويتصارع طاقم العمل
ضمنها في سبيل السيطرة على مجريات الأحداث فهنا لا بد من وضع ملايين
علامات الاستفهام والاستغراب مع دهشة كبيرة من هذا السرد غير منطقي
للإحداث ووقائعها.
ففي البدء كان القائمون على العمل يدعون أنها مجرد
فانتازيا، وكانت مجريات أحداثه تشد الجماهير لمتابعته وخصوصاً بوجود
العديد من النجوم الكبار، ومع انتهاء الجزء الأول والدخول بالثاني كانت
مجريات العمل تقتصر على مجموعة من الطروحات التي من الممكن أيضاً لأي
مشاهد تقبلها ومتابعتها دون أن تظهر لديه أي علامات استفهام حول مصداقية
ما يجري، لكن ومع دخولنا في الجزء الثالث والرابع الذي يعرض حالياً ظهرت
لدى أغلب من المشاهدين الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول مصداقية
هذا العمل الذي طرحه كاتب العمل ومخرجه بطريقة استطاعا وبامتياز القفز فوق
كتاب ألف ليلة وليلة في الكثير من النقاط التي وصلت درجة المبالغة بها إلى
أعلى مستوياتها، بدءاً من الحصار الأسطوري الشبيه بحصار مدينة طروادة
والتي لم يبقى للمخرج "بسام الملا" سوى أن يضع تمثال كبيراً "لـ أبو شهاب"
ويخبئ عدداً من الجنود الفرنسيين بداخله ويهجموا على الحارة لتصبح معالم
أحداث المسلسل شبيهة بهذه الأسطورة المعروفة، وصولاً للطرح الفج والغير
منطقي للكثير من الشخصيات التي اسند إليها دور البطولة وحماية هذه الحارة
الصامدة.
فضلاً إلى نقل وقائع تاريخية غير حقيقية تسيء إلى أهالي دمشق
قبل أي احد أخر، حيث ظهروا بصورة اقرب إلى الزعران وحاملي الخناجر
والسكاكين وهم من كانوا ومازالوا يعرفون بدهائهم واستخدامهم للعقل في حل
أمورهم قبل أي شيء أخر، فلا أهل الصين أو المغرب عرفوا الشام في العصور
القديمة من خلال زعرانها وحمالي الخناجر وإنما عرفوها من خلال تجارها
وذكائهم الذي استطاع أن يجعل دمشق المقصد الأول لكل القوافل التجارية،
وحتى في فترة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي كان لرجال مدينة دمشق مقاومتهم
الكبيرة ولكن ليس كما طرحه مخرجنا الأسطوري وإنما من خلال لعب دور سياسي
واقتصادي ضاغط على سلطة الاحتلال كان له وزنه وبقوة كما قوة الرصاص
المنطلق من جميع أنحاء سورية، التي غابت مقاومتها وملاحمها البطولية
وأرواح لشهداء التي تجاوزت العشرة آلاف شهيد لتنحصر بحمالي خناجر وإبطال
خارقين ضمن هذه الحارة الغير معروف مكانها على الخارطة السورية، فثوار
الساحل السوري وثوار المنطقة الوسطى وثوار جبل العرب وحتى ثوار الجولان
السوري المحتل كلهم تم تغيبهم عن نطاق الأحداث ولأسباب غير معروفة إن كانت
مقصودة أو غير مقصودة نضع عليها الكثير من نقاط الاستفهام والتعجب، وحتى
ثوار الغوطة وملاحمهم البطولية غابت عن الأحداث أيضاً ولم يذكر سوى "أبو
حاتم- توفيق الزعيم" الذي نتمنى أن لا يصاب بأي مرض عصبي حتى نهاية
المسلسل نتيجة انفعالاته الزائدة عن اللزوم.
وإذا ما ردنا عد الهفوات
وهي كثيرة ومنها ما التي تضع مخرج وكاتب العمل أمام تساؤلات كبيرة نذكر
منها نقطة قد تثير الكثير من الحساسيات ألا وهي شخصية " أم جوزيف " والتي
يعتبر دخولها إلى المسلسل غير منطقي وفج ويدعي أيضاً إلى التساؤل عن سبب
طرح هذه الشخصية وبهكذا طريقة بينت المرأة المسيحية بصورة مختلفة عن
غيرها، فنساء حارة الضبع وغيرها من الحارات لا يدخن ولا يتحركن عاريات
الرأس وصوتهن لا يسمعه الغرباء إلا في الشديد القوي فيما أم جوزيف خرقت
العديد من المعايير والأسس التي كانت منتشرة في تلك الفترة، وبينت النساء
المسيحيات في تلك الفترة بصورة اقرب إلى الهمجية وعدم اللباقة في التعامل،
والهفوة الأخرى التي لا يمكن تجاوزها أن يظهر احد رجال حارة أبو النار بعد
غياب طويل وعند سؤال " العكيد أبو النار" عن سبب غيابه يجيب أنه اختفى بعد
قيامه بقتل زوجته ودفن جثتها وبكل برودة في ارض المنزل .... وسبب قتله لها
أنها منعته من ممارسة حقه معها كزوج رغم أنها حامل وفي شهرها الأخير!!!
وينتهي النقاش بينهما بمجرد توبيخ من العكيد أبو النار له وتمر القضية
مرور الكرام دون الإبلاغ عنه وكأنها مجرد قطة وذبحت، فهل هذه المروءة
والشهامة التي يراها السيد "بسام الملا" برجال دمشق وهكذا يبين لنا صورة
المرأة في تلك الأيام، بالتأكيد هنا لابد أيضاً من مغالطته وتوجيه اللوم
إليه وبشدة، لكونها غلطة من العيار الثقيل.
فعندما نريد أن نتحدث عن
دراما فإننا نتحدث عن مجموعة من العوامل والمبادئ البديهة منها وغير
البديهة التي لابد من توفرها في النص المطروح ضمنها، أهمها وجود هدف واضح
أو رسالة معينة يسعى العمل المطروح إلى إيصالها لمتابعي هذا العمل، وضمن
سياق درامي متماسك ومتناسق يشبع لهيب الجمهور المتابع له، ومن الممكن أن
تغفر الأخطاء البسيطة التي ترتكب هنا وهناك والتي لا يجب أن تتعدى الأخطاء
الفنية لكن ما يجري ضمن هذه الحارة فاق كل الحدود، فلا الأحداث حقيقية ولا
نقل التاريخ يتم بشكل صحيح وعدد من الشخصيات فاقت ببطولاتها " بروسلي -
وفان دام" ، وتحديداً " معتز " ذلك الفتى المغوار الذي استطاع اقتحام مقر
الشرطة مرتين وخطف رئيسيه " أبو جودت " خلال الخمسة عشر يوماً فقط من شهر
رمضان المبارك وبانتظار ما سيفعله حتى نهاية عيد الفطر مع توقعات باختراقه
مقر القيادة الفرنسية نفسها وخطف الحاكم الفرنسي نفسه !!!!!!.
مسلسل
اعتقد أن أحداثه تكفي لتكون قصة للأطفال تروى قبل نومهم أو تسجل ضمن قائمة
غينيس للأرقام القياسية لكثرة بطولاته أو حتى يضاف إلى صفحات ألف ليلة
وليلة، لكن أن يكون معبراً عن الواقع والتاريخ الحقيقي لما جرى في تلك
الفترة فهنا نقول وبكل صراحة أنه " كذب من العيار الثقيل صعب علينا
تصديقه".