هامبورج ـ لقد أصبح الإنترنت جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، ويتم عدد كبير من الأنشطة عبر الإنترنت سواء الحوارات أو مشاهدة أفلام الفيديو أو الإستماع إلى الوسائط الصوتية أو المرئية"البودكاست" أو حجز الأجازات أو التعامل مع البنوك.
إلا أن البقاء فترات طويلة على الانترنت يمكن أن يصبح مشكلة عندما تضطر أجزاء أخرى من حياتنا إلى التراجع. وهناك سبب واحد كبير لتوضيح لماذا يشغل الإنترنت تلك الأهمية الكبرى. ويقول جان هنريك شميت من معهد هانز بريدو لأبحاث الإعلام في جامعة هامبورج "لقد سقطت الحواجز الفنية". فقد أصبح من الأسهل نشر كافة أنواع المعلومات والعمل مع الآخرين وتنقية المعلومات وتنميتها. وينطبق نفس الشيء على الأنشطة الأخرى مثل كتابة البريد الإلكتروني والحوارات والتخطيط لأجازة واعداد الصور أو ممارسة ألألعاب.
وتقول إحدى الصيغ "كلما زادت الفرص التي يقدمها النت كلما زاد حجم الوقت الذي يمضيه الناس في إستخدامه". ووفقا لرابطة التجارة الإلكترونية الألمانية "بيتكوم"، فإن 26 مليون ألماني يقومون بأعمالهم المصرفية عبر الإنترنت من إجمالي عدد سكان يبلغ 82 مليون نسمة. ويقوم 13 مليون منهم بحجز الأجازات عن طريق الإنترنت ويقوم ستة من بين كل 10 أفراد بمشتروات عبر الشبكة العنكنبوتية.
ويستخدم 70% من الألمان الإنترنت وأن الشباب نشطاء بشكل خاص حيث تستخدم نسبة تقارب 98% منهم الإنترنت. ووفقا لدراسة حديثة فإنهم "تقريبا وبشكل كامل في العالم الرقمى".
كما أن الإنترنت هو أيضا المكان الذي تلتقي فيه مختلف أشكال وسائل الإعلام: التليفزيون والراديو والفيديو والبودكاست والحوارات جميعها ممكنة عبر الإنترنت أو عبر الهاتف الذكي. وفي وسط الجيل الشاب فإن الإنترنت تخطت شعبيته بالفعل التليفزيون. ويقول شميت "إن الإنترنت تطور إلى أداة هامة لتنظيم حياتنا.
ويسمي الخبراء هذا التطور بأنه "التعود"، وقد أصبح مألوفا بشكل خاص بين "المواطنين الرقميين" وهم الشباب الذي نشأ وتربى مع الإنترنت والذي من أجلهم أصبح العالم الإفتراضي شيئا حقيقيا.
ويقول شميدت "الهدف هو التواجد بشكل دائم وبقاء الإتصال المستمر مع الأصدقاء". وهذا يحدث إلى اكبر حد في الشبكات الإجتماعية مثل الفيس بوك وماي سبيس.
وليس من السهل تحديد متى أصبح إستخدام الإنترنت مشكلة. وفي أمثلة كثيرة يستخدم الناس النت بالتوازي مع وسيلة إعلام أخرى مثل مشاهدة التليفزيون أو الإستماع للموسيقى. وفي نفس الوقت قد يكون هناك بث مباشر لمباراة كرة قدم أو شريط فيديو محمل في الكمبيوتر.
وإحدى سبل قياس الإجابة هو الحكم بوعي على المدة وعدد المرات التي تستخدم فيها الإنترنت وذلك وفقا لبريند بيرنر من معهد ادمان وسائل الإعلام والإنترنت. "ويعتبر ما يزيد عن 35 ساعة أسبوعيا نوعا من الإفراط". والملل والعزلة الإجتماعية هي من أسباب أي إنسحاب إلى العالم الإفتراضي.
وغالبا ما يكشف الإستخدام المكثف للإنترنت نفسه عن أنه موضوع يحدث عندما تتفاعل ألأفكار ويتغير السلوك. "فإذا عزمت على قضاء نصف ساعة لتحديث ملفك الشخصي وظللت تجلس على الكمبيوتر لثلاث ساعات بعدها ، إذن فأنت تبالغ في ذلك".
كما يعد أيضا بادرة سيئة إذا كنت تفكر في المستوى التالي في اللعبة التي تؤديها على النت أثناء وجودك في المدرسة أو تحضر محاضرة.
كما أن إستخدام الإنترنت أيضا يجب ألا يكون مسؤولا عن إفساد نظام نومك. ففي أوقات المساء على وجه الخصوص تكون الشبكات الإجتماعية في قمة إزدحامها ولكن ذلك لا يجب أن يؤثر على ما سيحدث في اليوم التالي. وتبدأ الأشياء في أن تصبح حرجة عندما تفقد السيطرة: "فإذا عانيت من عواقب سلبية في المدرسة أو العمل أو في علاقاتك بسبب الإنترنت ، حينئذ يمكن ذلك أن يكون علامة على الإستخدام الجائر" كما يقول بيرنر. "د ب ا"