في سابقة قد لا تكون الأولى من نوعها، كشف ناشطون في مجال الانترنت عن تلاعب صحيفة الأهرام المصرية الحكومية في صورة ضمت، إليه، الزعماء الذين شاركوا في الجولة الأولى من مفاوضات السلام المباشرة التي جرت في العاصمة الأميركية، واشنطن، ليبدو مبارك
الذي كان يسير فى مؤخرة الطرف الايسر في الصورة الحقيقية، قائدا للمسيرة (في الصورة المزيفة؟) ويمشى الزعماء الأربعة خلفه. في سقطة صحافيةلا تليق بجريدة فى عراقة الأهرام.
وكانت الصورة الأصلية التي التقطت في البيت الأبيض عندما اعلن عن عودة المفاوضات المباشرة تظهر الرئيس الأميركي باراك اوباما في المقدمة وخلفه كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس مبارك. لكن الصورة التى تم تعديلها نشرتها الأهرام في صفحتها السادسة يوم الثلاثاء أظهرت مبارك في المقدمة وخلفه بقية الزعماء
وكان عنوانها "الطريق إلى شرم الشيخ"، في إشارة إلى الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة التي انطلقت في المنتجع المصري الواقع على البحر الأحمر.وقد اتهمت حركة "6 ابريل" المصرية المعارضة صحيفة الأهرام بـ"عدم المهنية" لنشرها الصورة المعدلة دون الإشارة إلى التغيير الذي قامت به. وقالت الحركة في بيان على موقعها على الانترنت "هذا ما وصل إليه إعلام النظام الفاسد"، واصفة ما قامت به صحيفة الأهرام بعدم الأمانة.من جانبها قالت صحيفة "المصري اليوم" اليومية المستقلة إن الأهرام قامت بـ"عملية جراحية" على الصورة "لتظهر أن مبارك يقود والأخرين وراءه".
لكن الأهرام استبدلت تلك الصورة المعدلة بصورة أخرى للرئيس مبارك وهو جالس بين عباس ونتنياهو في منتجع شرم الشيخ، ولم يصدر تعليق من الصحيفة حول هذه القضية. وفي تصريح خاص إلى "العرب اليوم" علق الناشط السياسي ومصمم أحد حملات مناهضة الرئيس المصري محمد جابر قائلاً " هذا ما أعتاده النظام، التزوير صار سمة أساسية حتى في أبسط الأشياء كموضوع تلك الصورة". وقال الصحافي أحمد حربية من جريدة "المصري اليوم" ساخراً" هذا يجعلنا نشك في حضور مبارك للقمة من أساسه". وتم التعتيم الإعلامي على الواقعة التي تزيد من حجم الحراك السياسي على مصر خاصة مع اقتراب إنتخابات مجلس الشعب و إنتخابات رئاسة الجمهورية.
لقد حملت فارة "الفوتوشوب" الرئيس المصري حسني مبارك من موقع الأخير بين خمسة قادة نحو قاعة الاجتمعات في البيت الأبيض إلى موقع المقدمة، في حيلة تقنية مثيرة للسخرية، لم يستغرق اكتشافها سوى مقارنة بسيطة بين ما جرى وما تم عرضه.
وبهذه الصورة المزيفة، أرادت صحيفة "الأهرام " أن تدلل الزعيم المصري بتحويله إلى "زعيم " مفاوضات السلام، في الوقت الذي كان يتأخر الخمسة المتجهين لقاعة البيت الأبيض، يتقدمهم بالطبع،الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويات خلفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وكان موقع القناة الفرنسية «فرانس 24» نشر مقالاً كشف فيه عن تلاعب قامت به الصحف المصرية لإظهار الرئيس حسني مبارك يقود الرئيس باراك أوباما والملك عبد اللـه الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس السلطة الفلسطينية علماً أن الصورة الأصلية يظهر فيها الرئيس مبارك وهو يسير خلف كل هؤلاء.
وكتب الموقع الفرنسي أن «الفضيحة» كشف عنها العديد من رواد الانترنت العرب وأن الصورة المزيفة تم نشرها في صحيفة الأهرام الرسمية في العدد الصادر يوم الثلاثاء 14 أيلول وكتب تحتها: الطريق إلى شرم الشيخ.
يذكر أن الصورة الأصلية التقطها مصور وكالة «اسوشيتد برس» لحظة خروج الرئيس أوباما وضيوفه متوجهين إلى المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد في البيت الأبيض يوم إطلاق مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وذكر الموقع أن الصورة المزيفة تم نشرها في العديد من الصحف المصرية وأن رواد الأنترنت لم يخدعوا وسرعان ما كشفوا «الفضيحة».